سيدنا ومولانا إسماعيل رحمه الله بحسب سبع أواقي لكل واحد من الطلبة المذكورين في الشهر، ومثقال للمؤذن، وخمس عشرة أوقية للإمام، وخبزة لكل واحد في اليوم من عند الزياتينية كما تقدم لك أمرنا بذلك وراتبهم من الأحباس، كما هو مرسوم عندك ولا فرق بين الطلبة المذكورين فكلهم في ذلك سواء.

وأما طلبة مدرسة الأوداية فلا يقبضون إلا الراتب فقط، كما أمرناك قبل، وأما الخبز فلا تعطهم شيئا لأنهم في ديارهم ومع أهليهم هنالك، والسلام في ثاني عشر شوال من سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف.

ومن تمامه أن الخبز المذكور يكون من أربعة في الرطل، وكل ما يدفع الرياتينية من الخبز، فأعطهم خط يدك والسلام. اهـ.

فبمثل هذا الاعتناء من أمراء الملة كانت معالم الدين قائمة، وبه دامت المحافظة عليها حسا ومعنى ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ومن تأسيسات سيدي محمد بن عبد الله أيضا ما جدده بالضريح الإدريسي الأكبر المقدس، قال شيخنا الشريف البركة العلامة الأقعد سيدي محمد بن جعفر الكتاني في كتابه "الأزهار العاطرة الأنفاس" ما لفظه ثم لما ولى السلطان الأسعد، الهمام الأصعد، الأنوه الأرشد، مولانا محمد بن عبد الله بن مولانا إسماعيل المذكور، جدد بناء هذه القبة وما هو متصل بها مرة أخرى، وجلب لها المرمر الحسن مما كان بدار جده بمكناسة الزيتون، وبالغ في إتقان ذلك وإحكام عمله، وكان بناؤه له على ما هو مرقوم إلى الآن بالقلم الغباري برتاح دفة باب القبة المذكور سنة ثمانية وثمانين ومائة وألف. اهـ.

قلت: رتاج الدفة الذي به التاريخ المشار له هو الأسفل عن يمين الداخل للقبة، ولا زال ذلك التاريخ إلى الآن مفروشا فوقه الحصير لا تمكن رؤيته إلا برفع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015