الحصير عنه، ولعل من آثار هذا التجديد اللوحتين القائمتين في خدي باب القبة المصنوعين من المرمر الرفيع المنقوش في يمناها ما صورته:

يا ناظرا بهجتي الله يرعاكا

أمر بعمله مولانا إسماعيل بن مولانا الشريف عام ألف وسبع وثمانين. اهـ.

وفي يسراهما ما صورته:

أبشر بما ترتجي من خير مولاكا

فرغ من عمل هذا سنة سبع وثمانين وألف لمولانا إسماعيل أيده الله بعزيز نصره. اهـ.

فإن هذا التاريخ متقدم على تاريخ بناء المولى إسماعيل للقبة الإدريسية بنحو ثلاث وعشرين سنة كما قدم علم مما قدمناه، مع كون تاريخ اللوحين لا مزيد فيه على أنهما معمولان للمولى إسماعيل، وذلك يؤذن بأنه كان عملهما لقصور نفسه فنقلها حفيده مولانا محمد بن عبد الله لخدي القبه الإدريسية لما جدد ما احتاج للتجديد منها، وليسا هما بأصلين فيها ولا مصنوعين لأجلها، وإلا لكان تاريخهما موافقا لتاريخ البناء الإسماعيلي المتقدم للقبة، ولكان فيه أيضا ما يؤذن بأن إنشاءهما للضريح الإدريسي، على أن تجديد مولانا محمد بن عبد الله لنفس قبة الضريح هو عندنا الآن مجمل، لأنه لا دليل عندنا على أنه جددها بعد أن نقضها من أصلها، فتكون الرخامة التي في مواجهة الداخل المكتوب فيها ذلك القصيد المختوم ببيان تاريخ المولى إسماعيل لبناء القبة، إنما أعيد إلى محله بعد التجديد، أو إنما كان التجديد في بعضهما، فيكون رخام ذلك القصيد لم ينزل عن محله منذ وضعه البناء الإسماعيلي بذلك المحل، والعادة قاضية بهذا، فإنه يبعد كل البعد أن يحتاج الضريح كله إلى التجديد في المدة التي بين السلطانين مولانا إسماعيل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015