صالحا فاستجاب الله دعاءه، وانقلب القارب الذى ركبا فيه وغرقا رحمهما الله تعالى.

وقد وجد الخليفة أهل سَلاَ، يصنعون سفينة لأنفسهم رئيسها أبو عبد الله محمد عواد السلوى، فأخذها وسفينة أخرى رئيسها أبو عبد الله محمد عواد يدعى قنديل السلوى فأخذها أيضا كما أخذ السفينة التي كانت، شركة بين أهل العدوتين سَلاَ والرباط، المصنوعة من خشب جامع حسان المسماة لديهم بالكركجيا. قال الضعيف: وهى أول سفينة طلعت قبل هذه السفن، كانوا يتسببون فيها، وكذلك أخذ سفينة كان صنعها عامله على الرباط العربى المذكور، والذى في تاريخ ابن الحاج أنه لم يأخذ غير السفينة المشتركة وأبقى الغير لأربابه، وما في الضعيف أصح في نظرى.

هذا ولما صفا للخليفة أمر العدوتين سكن الرعب قلوب من سواهم، فرتب العمال على القبائل، ووجه لمدينة شفشاون القائد العياشى عامل رودانة سابقا، ولكنه لما وصل إليهم صدوه وأغلقوا الأبواب في وجهه وحاصروه، وولى الباشا مسرورًا على القصر، وأصدر الأمر للقائد عبد الله السفيانى بترحيل عمه المولى المستضئ مار الترجمة من أصيلا، ثم رجع لمراكش منصرم العام.

وفى هذه السنة كتب والى طرابلس الغرب العثمانى رسالة للمترجم في شأن السكة المغشوشة والحياك المدخولة التي كان يحملها الحجاج المغاربة معهم بقصد التجارة فيها في طريقهم للحجاز، وكانت السكة قد فسدت منذ استقل القائد قاسم ابن الأشهب بالتصرف في دار الضرب بفاس، فإنه نحس دينار الذهب والموزونات وبالغ في تنحيس الموزونات غاية مقصده، فكان في الموزونات عشر فلوس من نحاس وأربعة عشرة فلسا من فضة من غير علم السلطان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015