وفى يوم الأربعاء ثانى ربيع الثانى أعاد الإمام المذكور الصلاة بالمحل نفسه. وفى يوم الأحد المتصل الولاء أعاد الإمام المذكور الصلاة بالمحل المعروف بمطرح الأجلة خارج باب الفتوح.
وفى يوم الأحد أعيدت الصلاة بعد، ولم ينزل المطر إلا في شهر إبريل آخر العام، ونزلت معه أحجار بلغ وزن بعضها نصف كيلو، ودام ذلك نحو الساعتين، وتكاثرت السيول وفاضت الأودية وتهدمت الدور وقلعت الأشجار، وتعطلت السبل، وارتفعت الأسعار، وبلغ القمح خمس موزونات للصاع النبوي، وأكل الناس الجيف والنبات.
وفى محرم فاتح عام أربعة وستين، وجه صاحب مراكش لوالده هدية ثمينة مع بعض الخاصة من أصحابه فتلقاها بيمنى القبول، ودعا له بالرضا والخلف، ووجه له مع الهدية كتابا يستلفت فيه أنظاره للعبيد الذين تشفع فيهم إليه، ويذكره إهمال شفاعته، حيث إنه كان وصل البرابر الذين وفدوا على حضرته لحضور عيد الفطر مع جلالته بصلة قدرها عشرون ألف مثقال، ورد قواد العبيد الذين كانوا معهم صفر اليد، فوصل الودايا بصلة تقدر بعشرة آلاف ريال، والعبيد الذين معه ثلاثة آلاف، وأعطى لمن تشفع فيهم ولده المذكور عشرين ألف ريال رعيا لشفاعة ولده، فطابت نفوس العبيد بذلك.
وفى سادسه أعطى أهل فاس مائة وسق بين قمح وشعير كانت أمانة له عندهم، وأمرهم بتوزيعها على الرماة بعد أن عين منها مائة مثقال تعطى لأبى عبد الله محمد الغالى بن عبد الله الشريف الإدريسى، وثلاثين مثقالا للقاضى أبى محمد عبد القادر بوخريص.
وفى أوائل ربيع الأول السنة قدم بشدور النصارى على المترجم ومعه من المال والثياب والملف وغيرها مما يناسب ذلك نحو من خمسين قنطارا، بعضها فداء بعض إخوانه، وبعضها هدية للسلطان، قاله ابن إبراهيم.