ثم انتقل لبلاد السراغنة، وما استقر به الثوى بتلك البلاد حتى وفد عليه أهلها طائعين وفى عفوه راغبين، وانضموا لجيوشه، ثم وثب البعض من السراغنة على ستة من صعاليك العبيد وقتلوهم لارتكاب عار وذعر.

ولما اتصل الخبر بصاحب الترجمة أسرع للانتقام من غير فحص عن السبب، فقتل منهم عددا كبيرا، ونهض من بلادهم مغاضبا، ثم وفد عليه دمنات وما والاها من سهل وجبل طائعين مذعنين، ثم انتقل لبلاد زمران وأعلام النصر خافقة، ولما حل بها قدم عليه الرحامنة وأهل سوس والدير وقدموا لجلالته الطاعة وانضموا بمحالهم لمحلته.

ثم تقدمت تلك الجنود الجرارة لبلاد مسفيوة، حيث كان المستضئ وأحزابه، وشبت نيران القتال بين جيوش المترجم وأهل مسفيوة ومن انضم إليهم إلى أن فشلوا، وفلت جموعهم وضعفت البقية الباقية عن المقاومة، فأتوا للمترجم بنسائهم وصبيانهم حاملين الألواح والمصاحف يستجيرون، ولما مثلوا ببن يديه طلبوا من جلالته المقابلة بما جبل عليه من الحلم والإغضاء، فأمرهم بالإتيان بالمستضئ، فأخبروه بأنه قد فرّ لمراكش، فعفا وسامح، ثم ورد عليه أهل دكالة بنسائهم وصبيانهم كمن قبلهم، فقابلهم بالصفح وأمرهم بالرجوع لبلادهم، وألقى عصاه واستقر به الثوى إلى أن وفد عليه أهل الدير ببيعتهم وهداياهم، وطلب الرحامنة وأهل سوس من جلالته المسير معهم لمراكش فأسعف رغبتهم.

أما المستضئ فإنه لما فر من مسفيوة لمراكش صده عنها أهلها، ولم يزل يتردد بين القبائل ولا يقابل بغير الطرد إلى أن بلغ الفحص وأقام بحور طنجة كما مر.

وبينما يقدم رجلا ويؤخر أخرى في التوجه لمراكش، إذ ورد عليه أعيانها وشرفاؤها ببيعتهم، وقدموا لحضرته طاعتهم وأبدوا أعذارا عما تورطوا فيه من شق عصا الطاعة، وطلبوا من جلالته القدوم لبلادهم، وقد كان جل تلك الجيوش سئم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015