مولاه الذى ولاه، أبو محمد مولانا عبد الله، أيد الله أوامره، وظفر بمنه جنوده وعساكره، عاين شهيداه ظهيره الأسمى، وطابعه الشريف الأنمى، بيد حملته السيد فلان، والسيد فلان، بقبول شفاعتهما في رأس أحمد الريفى المخالف أمر السلطان وصحبته كتاب لخليفته الأسعد، وركن إيالته الأرشد، خديم المقام المولوى، وشيخ الركب النبوى، القائم بأمر مولانا المنصور، المضاعف له في الثواب والأجور، في سعيه الصالح، ومتجره الرابح، التاجر الجليل، الحاج عبد الخالق عديل، المتضمن عفو مولانا نصره الله وأيد أمره وخلد في صفحات الدهر مآثره الشريفة، وأوامره عن رأس خديم إيالته الشريفة، وعتباته المنيفة، الباشا أحمد بن على بن عبد الله الريفى، من إنزاله من شرفات باب الشريعة من فاس، أمنها الله من كل باس، ودفعه لحملة الظهير الشريف، العالى القدر المنيف.
ففعل العامل المذكور ما أمر به امتثالا للأمر الشريف السعيد، المحفوف من الله تعالى بالنصر والتأييد، والعز المديد، ودفع لمن ذكر بمحضر شهيديه ومعاينتهما لما سطر، فمن عاين ذلك كما قرر، وشهد على من ذكر كما حرر، وهم عارفون قدره وعرفهم في يوم السبت السابع عشر من شوال عام ستة وخمسين ومائة وألف، والله تعالى يحسن عاقبة الجميع في يوم البعث والنشور هـ-.
هذا ولما مات الريفى ومزقت أشلاء أحزابه كل ممزق استولى المترجم على البقية الباقية من معسكره، ثم قدم عليه أهل تلك الجبال والخلط وطليق وغيرهم لتقديم الطاعة وطلب العفو والأمان، فعفا عفو قادر، وبعد ذلك توجه لطنجة وألقى القبض على خاصة الريفى وعماله، واستصفى أموالهم، ووجه القائد عبد الخالق عديل وجماعة من أهل فاس لحيازة ما بدار أحمد الريفى المذكور، وأمر أهل الريف بالإتيان بما له عندهم من ماشية وغيرها، ولما جمع ذلك وأحصى فرقه فيمن كان معه من البرابر، وكان نحو الأربعة آلاف وأقام المترجم بجنوده بطنجة أربعين يوماً.