ثم لحقت القبائل البربرية المذكورة بمحال الريفى والمستضئ، وذلك يوم الخميس ثانى عشرى صفر الخير من العام، ولما أقبلوا عليهم صاحوا وحملوا عليهم وحكموا فيهم سيوفهم وهزموهم شر هزيمة لم يسمع بمثلها، حتى إن عددًا عديداً منهم رموا بنفوسهم في الوادى فغرقوا، واستولت جنود المترجم على جميع ما كان بمخيمهم من مال وعدة وكراع، وقد كان الأمير أبو عبد الله محمد نجل المترجم حاضراً بهذه المعركة، وكان عدد من قتل من جند المستضئ والريفى ثمانمائة، ورجع الريفى لمقره طنجة وقام على ساق في تجديد الاستعداد رجاء الأخذ بالثأر، وأقسم ألا يأكل لحما ولا يشرب لبنا إلا إذا احتل فاسا وجاس خلال خيم أولئك البرابر.

ولما كان أول جمادى الثانية من العام نهض من طنجة ووجهته فاس، ولما اتصل الخبر بصاحب الترجمة طير الإعلام لأنصاره من القبائل البربرية وغيرهم، ثم نهض من فاس في مهل جمادى الأخيرة وخيم بوادى سبو، وهنالك استعرض جنوده وعساكره ورتبها أحسن ترتيب، فجعل رماة أهل فاس مع خاصته وعبيدة، ورماة العبيد مع بوعزة صاحب الشربيل، والودايا وزرارة وأهل سوس مع ولده أبى عبد الله الأمير محمد، وآيت يدراسن وجروان في رماة حاجبه القائد عبد الله اليمورى، وشراقة وأولاد جامع وأولاد عيسى في رماة قائدهم أحمد بن موسى الشركى.

وسار على هذه الحال إلى أن قرب من مخيم المحال الريفية، ولما علم الريفى أن المترجم بات على مقربة من مخيمه ارتحل بجنده وسار إلى أن أقبل على وادى لوكس، ورأى جيوش المترجم بدار العباس على ضفة الوادى المذكور مقبلة فاستقلها ونزل وأمر أتباعه بالنزول، ولما رأى المترجم اشتغال محال الريفى بالنزول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015