وفى العام توالت الأمطار حتى هدم قوس من أقواس قنطرة وادى سبو، واستهلكت السيول كثيراً من الماشية وأقلعت الأشجار.

وفى السنة ثار العبيد على قبيلة سفيان وبنى مالك وأوقعوا بهم شر وقعة، واستحوذوا على كل ما أمكنهم الاستحواذ عليه من مال ومتمول ورجعوا لمحالهم، وبعد أيام قلائل نهضوا لناحية الفحص لمحاربة الباشا المذكور مخيما بجنوده، ولما التقى الجمعان انهزم العبيد بعد أن تركوا إخوانهم صرعى طعمة للعقبان والذئاب، ورجع الريفى لمقره بطنجة.

وفى أوائل المحرم عام ستة وخمسين ومائة وألف، نهض الباشا أحمد الريفى بخمسين ألف مقاتل أو يزيدون لمحاربة المترجم، ونزل على وزان بقصبة ارجن من بلاد مصمودة، وكان الإبان إبان مطر، فحبس به هنالك نحو الشهر، وشرفاء وزان قائمون بكل ما يلزمه من مئونة وعلف دواب وسائر اللوازم.

وفى عشية يوم الثلاثاء ثانى عشرى محرم المذكور نزل الباشا المذكور بجموعه المتكاثفة بالعسال من مزارع فاس من ناحية قنطرة سبو، فنارشه القتال بعض القبائل، ثم ورد عليه جند من العبيد معززين له، وانضم إليه من القبائل الجبلية نحو الخمسة عشر ألف رجل، ثم لحق به متبوعه المستضئ وأتباعه من عبيد الرمل وتازا ومكناس وبنى حسن، وكان الحياينة وشراقة وأولاد جامع جاءوا لتحصين فاس، ونصرة صاحب الترجمة لما علموا بمقدم الريفى ومتبوعه، ونزلوا بحللهم باجنتها وأحدقوا بها من كل جهاتها، وتوجه المترجم في عشرة من أتباعه لآيت أدراسن يستصرخهم ويستنصر بهم ويعرفهم بمقاصد الريفى، فأجابوه لما أراد، ووجهوا لحلفائهم من آيت ومالوا وبنى حكم وزمور وكروان يستنهضونهم ورجع المترجم من حينه لداره دار الدبيبغ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015