وأسس بجوار هذا القصر جناني أسوفيط الكبير والصغير، وجنان باب القزدير، وجنان ابن حليمة وعرصة السنطرجية، والعرصة الجديدة حذوها المعروفة بالبحراوية وحبس جنان ابن حليمة المذكور مع العرصتين المشار لهما على المسجد الأعظم، ودونك نص عقد التحبيس:
الحمد لله حبس مولانا الإمام، السلطان المؤيد الهمام، ناصر الدين، المجاهد في سبيل رب العالمين، صدر الأفاضل المقدام، علم الأعلام، وابن سيد الأنام، العلامة الشهير، الداركة النحرير، صاحب الفتوحات الإلهية، والمواهب الربانية، الذي أشرق الوجود بكريم محياه، أمير المؤمنين سيدي محمد ابن أمير المؤمنين مولانا عبد الله ابن السلطان الجليل، الماجد الأثيل، مولانا إسماعيل، أدام الله عزه ونصره، وخلد في الصالحات ذكره، جميع جنان ابن حليمة وجميع عرصة السنطرجية وجميع العرصة الجديدة المجاورة لها والجميع داخل القصبة السعيدة على المسجد الأعظم من مكناسة تحبيسا مؤبدا، ووفقا مخلدا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهو خير الوارثين، ومن بدل أو غير فالله حسيبه وولي الانتقام منه، تقبل الله من مولانا عمله، وبلغه سؤله وأمله، وبسط للناظر الأحظى السيد الحاج الطيب ابن السيد أبي القاسم المسطاسي يد الحوز على ذلك يتصرف فيه للحبس المذكور من بيع غلته وعلاجه مهل رمضان عام اثنين ومائتين وألف.
وقد أفردت الكلام على ماضي هذا القصر الملوكي وحاضره وعلى الأجنة المحتفة به بما يهم القارئ في رسالة مستقلة.
وأسس مسجد قصبة هدراش السالفة الذكر، ويعرف هذا المسجد اليوم بجامع لال خضرا، وقد تقدم لنا أنه من المساجد التي تقام بها الجمعة، وينتظم هذا المسجد من بلاطين وجناحين وأسس به كنفا وحماما بمقربة منه.
قلت: هكذا ذكر تأسيسه لهذا المسجد الزياني ومن تابعه، وانظره مع ما