قدمناه عن ذلك العقد القديم الموثوق به، من أن أرض بريمة كانت من أوقاف جامع الخضرا، ثم انتقلت للمولى إسماعيل ... إلخ، وليس يعرف بمكناس جامع الخضرا غير هذا، فالظاهر أن سيدى محمد بن عبد الله جدد بناءه لا أنه أنشأ تأسيسه والله أعلم.
وأسس ضريح الشيخ محمد بن عيسى الشهير بالشيخ الكامل المتبرك به حيا وميتا، دفين خارج الباب المعروف باسم باب السيبة، أحد أبواب العاصمة المكناسية يقال إنه بناه من أنقاض ما هده من الدار الكبرى دار الخلافة الإسماعيلية المارة الذكر، وكان تأسيسه له عام ألف ومائة وتسعين، يدل لذلك ما هو منقوش داخل مزارة الضريح المذكور ولفظه:
أشاد أمير المؤمنين محمد ... علاه فلا زال العلي يؤيده
وجاء على أيدي ابن وعزيز طالعا ... يؤيده (نصر وفتح واسعده)
أشار للتاريخ المشار بحروف نصر وفتح واسعده، وما يوجد أيضا في نقش الجبص فوق المنطقة الزليجية المحيطة بجدار قبة الضريح ولفظه:
نزه جفونك في المشيد العالي ... لترى بدائع نشأي وكمالي
ما زهر أيام الربيع ووشي صنـ ... ـعاء يشابه حسن جيدي الحالي
حزت البهاء بجمع كل محاسن ... من ذا يزاحم رفعتي وجمالي
أو ما ابن عيسى القطب هذا من له ... سر شهير فاق كل جلال
بحر تلاطم موجه بعناية ... ومهابة وسعادة ونوال
قصاده خصوا بنيل مرامهم ... في عاجل أوْ آجل ومآل
لا يعرفن الضيم عبد يحتمي ... في حادث الدنيا له بظلال