عبد السَّلام قصارة برصاصة فمات من حينه هـ بنقل صاحب الدر المنتخب المستحسن.
وفى ترجمة أبي عبد الله محمد بوطالب من نشر المثانى أنه لما نزلت بالنَّاس مسغبة عام خمسين، احترف رؤساء الرماة ببيع الزرع من البادية يمنعون المساكين من شرائه ويشترونه بما شاءوا، ويبخسون النَّاس أشياءهم، وإذا باعوا يبيعونه بما شاءوا، وكان من جملتهم رجل يقال له العمارى رئيس الرميلة والكدان والصفاح من بنى عمار أحد شعوب سكان زرهون ورد على فاس جده، فكان يسرح البقر حتَّى يحفى، فاشترى بقراً لنفسه وكان يبيع الحليب بحانوت بالصفاح، وسكن بالكدان، ثم بعد ذلك اشترى الدار الأولى عن يمين الداخل لدرب خلوق، وكان يبيع اللبن، ثم ولده كذلك، إلى أن نزلت مسغبة عام خمسين، وترأس على أهل الكدان وجدبت البلاد ومات البقر ولم يبق حليب يباع، صار يبيع الزرع بسوق الكدان بالصفاح.
فاضطر مولاى عليّ بن مولاى محمد بوطالب صاحب الترجمة إلى شراء ما يتقوت به، فقصد سوق الصفاح فجلس ينتظر ما يشترى، فإذا بتليس جاء من البادية فاشتراه العمارى بما شاء، ولم يقدر أحد من المساكين يشتريه بما ساومه به العمارى ولا يعطيه فيه السوم، فباعه للعمارى بما شاء بمدهم الذي أحدثوه.
ثم أتى تليس آخر من البادية فساومه للعمارى أيضاً وأعطى فيه السوم فزاد عليه مولاى على الثالث وباعه له مالكه فأراد العمارى منعه من شرائه، فلم يتركه له مولاى على، فتسابا بينهما وتصارعا، فصرعه مولاى على فدخل العمارى إلى حانوته وأخذ كابوسا كان عنده مرصصا وخرجه في مولاى على من خلفه وهو لا يشعر فخر ميتا فحمله بعض المؤمنين إلى داره، فقالت لهم أمه: لا ندفنه حتَّى نقتل قاتل ابنى، فقالوا لها: قتلناه فدفنوه من يومه في روضة أبي غالب على.