النخالين وباب السلسلة، وقد جاءوا مرَّة إلى سوق قيسارية البز وحصل للناس بسبب ذلك خوف عظيم، وهذا كله والسلطان بمكناس يعني ولد عريبة لم يلتفت للناس ولم يعبأ بما نزل بهم، وحيل بين النَّاس وبين اجتنهم بلمطة والمرج وغيرهما من أحواز المدينة، ولم يبق أحد يذهب لموضعه بالمرج إلَّا من اتخذ يدًا مع السياب.
وجاء لصوص من ناحية باب الفتوح للفندق الذي يقرب من مدرسة الوادى وأخذ منه قافلة كانت عزمت على السَّفر، فلما اجتمع أهل فاس وخرجوا إليهم وجدوهم قد ذهبوا بما أخذوه وذلك في وسط النهار.
وفى هذه الأيَّام أغار الودايا على القصارين بوادى فاس ونوبوا ما عندهم من الثياب، ثم صار القصارون يخدمون الثياب بوادى مصمودة، فأخذها اللصوص أيضاً، وكثر الخوف بسبب ذلك، وصار النَّاس يبيتون في الشوارع التي هي مظنة مجئ اللصوص ليلاً والأمر في كل نفس يزيد اشتداداً.
وفى خامس عشر شعبان ذهب السياب إلى مدرسة الصفارين ليلاً ونهبوا جميع ما كان بها، لأنها كانت خلت من أهلها وغلقت أبوابها وافتضحوا، وقام معهم النَّاس وقتلوا منهم السلاسى بباب المدرسة وباقي أصحابه هربوا، ومن الغد قتل بالموضع نفسه بورمضان الحيانى وتسعة من أصحابه بالموضع المذكور، وفى هذه الأيَّام جاءت قافلة من الغنم ونزلت بفندق التجارة قرب القرويين لعدم الأمن من غيره.
وفى سابع رمضان ضرب الأندلسيون المحتسب السيد محمد بن عبد السَّلام المحمودى بحومة البليدة قرب دار القائد السيد عبد المجيد بوطالب، ووقعت بسبب ذلك فتنة بين الأندلسيين واللمطيين ثم اصطلحوا ليلاً بروضة مولانا إدريس، ووقع اتفاقهم على تقديم التاجلوتى على الأندلسيين، والحاج محمد برزوز على