الله محمد البكري الدلائى وسجن وذعر، وأبو عيسى المهدى الفاسى، وأبو مدين أحمد الفاسى، وأبو العباس أحمد بوعنان، الأول منهم عن إمامة الضريح الإدريسى وولى مكانه أبو عبد محمد بن عليّ بن إبراهيم، والثانى عن الإمامة بمدرسة الطالعة وعين للإمامة بها بدلاً عنه الشَّيخ التاودى بن سودة، والثالث عن الإمامة بجامع الأندلس وولى مكانه السيد بوعزة بن إدريس المشاط، والرابع عن إمامة جامع باب الجيسة وعين بدلاً عنه أبو عبد محمد فتحا السلاوى.

ولما اتصل ذلك بالمترجم جمع أهله وعياله وماله وكل ما له قيمة بالقصر الملكى بمكناس وأطلق سراح من كان بالسجون، وخرج من مكناسة ونزل بالحاجب، وقيل بجبال فازاز، والتفت عليه البرابر وصاروا يغيرون على سرح مكناسة وسايس وما والى ذلك.

ثم بعد ذلك بخمسة أيَّام أتى المترجم بالبرابر أتباعه ليلاً إلى مكناسة ونهب جميع أحوازها، ووصل إلى سيدى فرج وبقى هنالك إلى أن طلعت الشَّمس وفتح باب الأروى فدخلها وهدم البيوت وحرق المساكن، وأخذ جميع ما كان بها من خيل وسلاح، ورجع للحاجب فاقتفى أثره جند صنوه ابن عريبة ولما رأى المترجم ما لا قبل له به نجا بنفسه وترك مخيمه غنيمة، فتبعته جنود العبيد والودايا وأهل فاس إلى ملوية وتوغل في جبالها وخفى عنهم ولم يدروا أين ذهب، وفى منقلبهم اعترضهم البربر وسلبوهم من كل شيء، واشتبكت الفتن وارتبكت، وفى هذه الفتن كانت منية المولى الرشيد صنو المترجم، والقائد ابن النوينى.

وفى نسخة عتيقة من نشر المثانى غير مطبوع ما نصه: إن عبيد مكناسة تبعوا المترجم للفتك به فلما نزلوا على عين اللوح أنزل الله المطر الكثير وأرياحا وبردا شديداً حتَّى كادوا أن يهلكوا، فرجعوا وقد خاب قصدهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015