انتهى.

تبرج أعلى سطح هذه القبة بزينة حلة قرموده المزدرى بالزبرجد في الاخضرار، تعلو تلك الحلة السندسية طاسات خمس من صفر مموهة بخالص الإبريز منتظمة في قضيب من حديد سفلاها هى أكبرها والتى تليها دونها في الكبر وهكذا، وعلى رأس ذلك القضيب لوح حديد لطيف مغشى بورقة من خالص الذهب يعرف ذلك اللوح باسم الخلالة منقوش في إحدى جهتيها ما لفظه:

هذه رتب الكمال تبدت ... ولواء النبى خير البرية

وفى الجهة الأخرى ما لفظه:

فالتمس من شذاه أطيب نشر ... واغتنم طيبه بحسن الطوية

كان يعتقد كثير من الناس أن ذلك اللوح كله من خالص الذهب ويزعمون أنه كان لبعض حظايا الجناب المملوكى الإسماعيلى لما لبى مولاي إسماعيل داعى مولاه وبنى ضريحه على الوصف المذكور أمرت بجعله ثَمَّ، ولم يزل ذلك الاعتقاد ساريا في الناس حتى اعوج ذلك القضيب الحديدى الذى ركبت نيه تلك الطاسات الصفر وذلك اللوح المغشى بسبب هبوب عواصف الرياح توالت ثلاثة أيام أقلعت الأشجار، وكان ذلك في ثانى عشر جمادى الأولى عام خمسة وثلاثين وثلاثمائة وألف، فعند ذلك. أنزل ذلك القضيب بقصد إصلاحه فكشف الغيب أن اللوح إنما هو من حديد مغشى بالذهب وقد أعيد تمويه ما يحتاج للتمويه من تلك الطاسات لكن جاء التمويه الجديد بالنسبة للقديم بمثابة تشويه، إذ الأول قد مرت عليه قرون والثلوج تتراكم عليه وغزير الأمطار وعواصف الرياح تحمل إليه من الغبار، ما يغطى بهجته ويستر بريقه ولمعانه عن الأبصار، ومع ذلك فلم يؤثر ذلك أدنى تأثير، ويجد بباب الدويرية المذكورة باسم البراح السالفة الوصف زليج مكتوب في نفس تزديجه ما لفظه:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015