ولو سرى نفس منها على كبد ... حرا لأطفأ ما تلقى من الوهج
ولو تنسم يوما عرفها دنف ... عان لعالجه الرحمن بالفرج
وافت وقد حملت من كل نافحة ... شذا به يدرك الإفراج كل شج
في ضمنها من ربى نجد وجيرته ... ما فاوح العنبر الشحرى في أرج
جاءت بنشر الخزامى في تنفسها ... وحنوة وعبير عبهر بهج
فلو درى مسك دارين بهبتها ... إذا سرى سرقا من نشرها الأرج
وهل يقاومها طيب وقد نفحت ... من نحو طيبة مأوى صاحب الفرج
محمد صفوة الأكوان من خلقت ... لأجله واكتست من نوره البهج
ما زال يدعو إلى الرحمن حتى هدى ... من اهتدى لسبيل الرشد والفلج
وكانوا من قبل في ظلماء مجهلة ... حتى استضاءوا بصبح منه منبلج
خير الوسائل أزكاها وأشرفها ... عند الإله وأوفاها بمنزعج
به توسل آدم فنال علا ... وفاز بالتوبة الخلصاء والعلج
وكل فضل بدا في الكون منشؤه ... من سيد الرسل والخيرات منه تجى
وكل من نال تشريفًا ومكرمة ... فمن علاه رقى لأرفع الدرج
عمت شفاعته دنيا وآخرة ... لكل فرد بذاك الجاه مندرج
بالمصطفى كل صعب يستلين لنا ... في كل ضيق بإذن الله منفرج
وباسمه إن دعونا يستجاب لنا ... أو استجرنا ننال الأمن في اللجج
فسل بجاه النبى كل ما أمل ... وافتح بجاه الرسول كل مرتتج
فجاهه عند رب العرش ذو عظم ... وقدره أرفع الأقدار والحجج