إنى نزلت حماه الرحب محتميًا ... بجاهه دافعًا للضيق والحرج
وإن عرتنى من الأيام نازلة ... ناديت يا أزمتى بالمصطفى انفرج
وإن تخوفت مكرًا أو خشيت أذى ... فليس إلا على علياه منعرج
فلن يخيب امرؤ حط الرحال به ... وإن غدا عن سبيل الرشد ذا عوج
أستغفر الله مما ضاع من عمر ... في سكرة الجاه محسوداً على الهوج
وما اقترفت من الأوزار مشتغلاً ... في كل ممشى إلى نيل الدنا ومج
يا ليتنى قد خلصت من حبالتها ... رأسا برأس ولم أحصل على حرج
وليس لى عند حسن الظن أو لجإى ... لباب خير الورى بمنطق لهج
يهيج الوجد شوقى من تذكره ... وأى قلب بذكر الحب لم يهج
أقول للنفس إذ جد الرحيل بنا ... ونحن من خدع الأيام في وهج
قدمت شيئًا تنالين الأمان به ... قالت نعم برجاء المصطفى فلج
ما خاب قاصد خير الخلق من مضر ... وكيف وهو بكل المكرمات حج
كم ذا التوانى وركب القوم قد سبقوا ... لحضرة الله والمغبون في هوج
فإن حضرة خير الخلق قد فتحت ... باللطف بادر إلى أبوابها ولج
وسر على نهج أهل الخير مقتفيًا ... أثر الثقات وإن أصبحت ذا عرج
وتب إلى الله واضرع في القبول له ... وابك الذنوب بدمع غير ممتزج
والجأ إلى الله في التوفيق مبتهلاً ... بالمصطفى ولتقل بمنطق هزج
يا رب بالمصطفى والآل عترته ... وكل قلب بذكر الله مبتهج
دارك عبيدك يا رب بمرحمة ... وستر لطف بسر العطف منتسج