وقال:

أخلاى بالحمراء هل شفكم بعدى ... وهل شاقكم ذكر المعاهد من بعدى

وهل عهدكم باق كما قد عهدته ... فإنى لعمر الله باق على العهد

وهل عهدكم صافى المناهل سلسل ... جميل صفات الود مستحكم العقد

فإنى وإن شطت بى الدار عنكم ... لأكثركم شوقًا ووجداً بذى ودى

فإن تدعوا في الشوق أبعد غاية ... فأضعف ما تعنون عندكم عندى

سلوا الليل عن وجدى بكم وصبابتى ... وبزل المطايا عن حنينى وعن وجدى

أكن الجوى والدمع يبدى سرائرى ... فلله ربى ما أكن وما أبدى

عسى نفحة أو لمحة من جنابكم ... تعلل صبا مستهامًا على بعد

وقال وقد لقى بعض السلويين فسألهم عن أدباء بلدهم فأخبروا عنهم بالعجب فشوقوه لرؤيتهم والرواية عنهم فأنشد:

أأهل سلا إنى مشوق لربعكم ... لألقط من أشعاركم حلية النحر

وما هو إلا الدر نظم عندكم ... ولا غرو يلفى الدر في ساحل البحر

وللقلب سر في سماع حديثكم ... ليعلم كيف النفث في عقد السحر

وقال على شاطئ البحر بسلا في 20 محرم سنة 1238 م وكان قد توجه مع وفد إعلام، ذوى آراء وأحلام، قاصدين السلطان المولى سليمان فمكثوا بالعدوتين مدة، وخامرهم شوق جاوز حده:

عرانى من ذكر الأحبة وحشة ... تضاعف وجدى عندها ونأى صبرى

لطيف سرى بالوهم وهنا خياله ... فزار على بعد وقد كان لا يسرى

عجبت له أنى اهتدى ومتى ارتقى ... إلى وكم من مهمه بيننا قفر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015