وسر العلا والود يظهر للفتى ... بإفهام حال أو بلحن مقال
فلا تشمت الأعداء بى بعد ما غدت ... رقابهم يوم الفخار نعال
ولا ترخصوا عرضى لهم بصدودكم ... فإنى إن تولوا المبرة غال
ولا تجمعوا هجرا على وغربة ... وداء عفاكما ربنا المتعال
خدمتكم عشرا سنين أعدها ... وسابقت في الميدان كل مغال
قطعت بها شرخ الشباب وقد بدا ... صباح مشيبى في سواد قذال
ومثلى محسود عليكم ومثلكم ... خبير بواش في الأنام وقال
إذا ما حوت نفسى رضاك فحسبها ... ولست بحزب المبطلين أبال
وقد كنت في يمينى يديك جعلتنى ... فلا تجعلنى بعدها في شمال
وأنت بتتميم الصنائع كافل ... وبالرعى للخدام خير موال
وعودتنا من حسن عهدك شيمة ... ومن خلقك المحمود حسن فعال
تسائل عنا حيث غبنا وتعتلى ... وتمنحنا فضلاً بغير سؤال
وتولى الذى تلقى البشاشة راضيًا ... وتلك لعمرى شىيمة المتعال
ولم يك عن سوء يظن تأخرى ... وأنتم -حفظتم- تعلمون بحال
وإنى لمولاكم وكاتب سركم ... ولى ذمة منكم وحرمة وال
أعادى الذى عاداكم وأذمه ... وأمدح من والاكم وأوال
وإنى لعمر الله حسان مدحكم ... أنافس في أمداحكم وأغال
وقلدت جيد الدهر كم من قلادة ... بحمدكم فاقت سلوك لآل
فلا تحرمونى قربكم بعد نيله ... ولا تقطعونى بعد طول وصال