فقلت لها إنى محب فقهقهت ... وقالت لعًا لو كان غيرك قالها
أتهوى وصال الغانيات وقد بدا ... بفودك صبح الشيب ينفى اتصالها
فأبت ولم تعلق بكفى ريبة ... وعدت على نفسى أُقبح حاله
أشيب وعيب إن ذا غير لائق ... بمن يبتغى الأخرى ويبغى كمالها
وقال يصف أهل الزمان، وأن الإنسان لا يسلم منهم كيفما كان:
أرى الناس قد أُغروا ببغى وريبة ... وغى إذا ما ميز الناس عاقل
وقد لزموا معنى الخلاف فكلهم ... إلى نحو ما عاب الخليقة مائل
إذا ما رأوا خيرا رموه بظنة ... وان عاينوا شرا فكل مناضل
وليس امرؤ منهم بناج من الأذى ... ولا فيهم عن زلة متغافل
وإن عاينوا حبرا أديبا مهذبا ... حسيبا يقولوا إنه لمخاتل
وإن كان ذا دين رموه ببدعة ... وسموه زنديقا وفيه يجادلوا
وإن كان ذا زهد يسموه نعجة ... وليس له عقل إلا فيه طائل
وإن كان ذا صمت يقولون صورة ... ممثلة بالعى بل هو جاهل
وإن كان ذا شر فويل لأمه ... لما عنه يحكى من تضم المحافل
وإن كان ذا أصل يقولون إنما ... يفاخر بالموتى وما هو زائل
وإن كان مجهولا فذلك عندهم ... كبيض رماد ليس يعرف خامل
وإن كان ذا مال يقولون ماله ... من السحت قد رابى وبيس المآكل
وإن كان ذا فقر فقد ذل بينهم ... حقيرا مهينا تزدريه الأراذل
وإن قنع المسكين قالوا لقلة ... وشحة نفس قد حوتها الأنامل