وقال من قصيدة:

بدور أَعارت للبدور كمالها ... وأخفت بأفلاك السعود جمالها

حوى كل خدر بدر تم وأَسدلت ... عليها الغوانى الحافظات حجالها

فقلت أفجر قد تبلج ضوؤه ... أم الشمس أبدت في السحاب اعتدالها

فقيل بلى شمس الجمال تطلعت ... فأَخفت لنا شهب السما وهلالها

تأَمل ترى حسن البداوة ساذجا ... تجل عن التمويه من أن ينالها

تعلم منها الظبى حسن تلفت ... وقد سلبت غض الغصون اعتدالها

تشابه حسنا ثغرها وعقودها ... تأمل ترى أسلاكها وفصالها

وفى الكلة الحمراء بيضاء غادة ... تود ذوات الحسن منها دلالها

لديها قلوب العاشقين أسيرة ... تروم ببذل الروح منها وصالها

عجبت لها والليل أرخى سدوله ... بآفاقها والنور يبدو خلالها

نظرت إليها نظرة يوم حاجر ... فأَهدت إلى نفس المحب خبالها

وأخرى بأكناف العقيق فأرسلت ... إلى القلب من قوس اللحاظ نبالها

فعدت وفى قلبى من الوجد لوعة ... تهد من الشم الرواسى جبالها

وعاشت لما منت من الوصل برهة ... وقد سئمت نفسي الغداة مصالها

إذا أزمعت وصلى نجازا لوعدها ... تصدى لها واشى الهوى فأمالها

وإن رمت سلوان الهوى قال قائل ... من الوجد هل تسلو الجياد اختبالها

سموت إليها بعد هدء وهجعة ... وقد جدل النوم الثقيل رحالها

فقالت ألص أنت أم أنت فاتك ... يروم من الحسناء قهرا منالها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015