وإن هو لم يقنع يقولون إنما ... يطالب من لم يعطه ويقاتل

وإن يكتسب ما لا يقولوا بهيمة ... أتاه من المقدور حظ ونائل

وإن جاد قالوا مسرف ومبذر ... وإن لم يجد قالوا شحيح وباخل

وإن صاحب الغلمان قالوا ألاَ بنت ... وإن أجملوا في اللفظ قالوا مبادل

وإن هوى النسوان سموه فاجرا ... وإن عف قالوا ذاك خبيث وباطل

وإن تاب قالوا لم يتب لزهادة ... ولكن لإفلاس وما ثم حاصل

وإن حج قالوا ليس لله حجه ... وذاك رياء أنتجته المحامل

وإن كان بالشطرنج والنرد لاعبا ... ولاعب ذا الآداب قالوا مداخل

وإن كان في كل المذاهب نافذا ... وكان خفيف الروح قالوا مثاقل

وإن كان مقداما ما يقولون أهوج ... وكان ذا ثبت يقولون ناكل

وإن يعتلل يوما يقولوا عقوبة ... لشر الذى يأتى وما هو فاعل

وإن صح قالوا ليس لله حاجة ... بمن يتعداه الردى والغوائل

وإن مات قالوا لم يمت حتف أنفه ... لما هو من شر المآكل آكل

وما الناس إلا جاحد ومعاند ... وذو حسد قد بان منه التحامل

فلا تتركن حظا لخيفة قائل ... فإن الذى تخشى وتحذر قائل

وقوله مادحا السلطان المذكور ومهنئًا له بشامخ تأييده لما خرج جيش الوداية عن الطاعة، وشقوا العصا ونبذوا يد الجماعة، وظهرت له مخايل الإعراض من جلالته قبل النكبة، واستجماع الهزبر للوثبة، وكثرت به الوشايات، ودبت له عقارب الإذايات، فخرج له المدح بالعتاب. وذكره بصالح خدمته لتلك الأعتاب، وما يغنى الدفاع إذا تمكنت الأسباب، وإلى الله المرجع والمآب:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015