ودبت حميا لفظه في مفاصلى ... جررت بها من نشوة طربا مرطى

وقرظت أرضا بالجهاد تشرفت ... وحلت من العلياء في موضع القرط

أما في رباط الفتح للفتح آية ... لمن يفهم المعنى المراد من الربط

ولكننى أُملى عليك دعابة ... تلوح كأخت الظبى تختال في الربط

وأبديت في حكم الغرام تلونا ... فطورا أخو ضبط وطورا أخو خبط

كأَنك في هذا خليع صبابة ... يشبب بالسودان طورا وبالقبط

أراك استباك البحر والموج والهوى ... وهمت هيام البط بالماء والشط

وقابلتنى لما نأيت بجفوة ... ولم تجر في شرع الوداد على شرط

أما هذه شهران مرت ولم يجئ ... رسولكم لا بالسلام ولا الخط

إلى أن أتت من بعد نأى رسالة ... خبطت بها عشواء في مضمر الخبط

وجئت بها بدعا لفرط اختصارها ... ولم تسم الأخبار والود بالضبط

ولولا اتضاح الصفح في صفحاتها ... وما قد حواه الصدر من غرر البسط

لأرسلت من عتبى إليك كتائبا ... مجللة بالزعف والبيض والخطى

ولولا الحياء من صفيى أبى العلا ... أخى المجد والعليا والخلق البسط

لم يراعى السرى في الأرى واغتدى ... على البعد يغرى الكف بالقد والقط

حماك حماه من سماع يراعى ... فلا ترع بعد مربع الأثل والخمط

وقم في مقامى عنده وارع وده ... وراع رعاك الله مالى من قسط

وكن شاكرا للفضل والفصل ذاكرا ... عهودى ولا تصبح لذاك أخا غمط

فلا زلتما في نعمة وسلامة ... بجيد كما حلى المكارم كالسمط

طور بواسطة نورين ميديا © 2015