فإذا بدت سجد العيون لحسنها ... تسبيحها سبحان ربى الفاطر

وترى القلوب خواشعا لجمالها ... مكسورة من كسر طرف كاسر

شمس على غصن تكون في نقا ... من تحت ليل ذوائب وغدائر

نصبت قسى حواجب موتورة ... بالسحر ترمى كل صب ناظر

فكأنما هاروت عن أجفانها ... يروى فيسند ساحر عن ساحر

ورعت رعاها الله في ربع الحشا ... حب القلوب ولم تخف من زاجر

كيداء قد ورثت محاسن يوسف ... ناهيك من حسن بهى باهر

وتوطنت بالمنحنى من أضلعى ... ومحصب الأحشا رمت من حاجر

فغدوت ما بين الأنام متيما ... بجمالها ومهيما في سائر

وغدا عذولى عاذرا في حبها ... فاعجب لعاذل ذى غرام عاذر

كم من عذول في الهوى ومكاشح ... غابت شواهده بوجه سافر

ولكم رقيب في الهوى ألفته ... بالشعر حتى عاد عند أوامرى

ولكم نظمت سلوكه في غادة ... فاقت قلائده بدر فاخر

ولكم ليال قد جلوت فريدة ... والكاس نجم في سماء أزاهر

ومديرنا رفع العقيرة منشدا ... قطعا ألذ من المدام الدائر

يشدو فيبدو الدر من أصدافه ... ثغر وشعر مع عقود جواهر

سقيا لأيام الوصال وقربها ... وزمان أنس بالأوانس زاهر

إنى لأذكره فأحسب أننى ... من كثرة الأشواق بين محاضرى

وأقول للأيام هل من عودة ... لزماننا الماضى بوصل حاضر

فعساه يظهر لى المتاب بعودة ... ويكفر الماضى حسن الآخر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015