وقال يتغزل:

سحرتك بالطرف الكحيل الساحر ... وبحسن قد كالقضيب الزاهر

وبغرة كالفجر تحت ذوائب ... كدجنة فاعجب لحسن باهر

وبنقطة مسكية في وجنة ... وردية ذات الأريج العاطر

وبريقها المعسول إلا أنه ... يشفى الحشا من كل داء ضائر

ريق أعز على من نيل المنى ... وألذ من رشف الرحيق لخاطرى

ماذا وكم أَوقعتنى في حسرة ... وجلبت لى من شقوة يا ناظرى

ولكم جمحت بتيه مبدان الهوى ... وحصلت في شبكات ظبى نافر

ولأنت يا قلبى فكم أصليتنى ... ورميتنى في بحر حب زاخر

أدخلتني في وسط معركة الهوى ... ما بين جيش قواضب وبواتر

وتركتنى في حى ليلى مثخنا ... بظبا ظباء لم أجد من ناصر

يا سعد هل لى في الهوى من سعد ... بشفا شفاه اللعس تحت غدائر

أم هل بنجد هواهم من منجد ... لمتيم في حاجز بمحاجر

فتكت عيون العين في أحشائه ... بشفار ألحاظ رمت بخناجر

وسطت عوامل قدهن بقلبه ... فغدا أسير عوامل ونواظر

أوثقنه بجبال وعد مخلف ... وشددن أسر وثاقه بمغادر

نفسى الفداء لظبية فتانة ... فتاكة بشفار شفر فاتر

نامت نواظرها وقد سلبت كرى ... طرفى بطرف بابلى ساحر

وغدا الجمال بأسره في أسرها ... والسحر أُيد جنده بعساكر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015