حاله: إمام أصولى، بيانى مفسر، محرر متبحر، نحرير نقاد، خطيب مفت، مؤرخ نسابة، ورع زاهد صالح، من أهل الفضل والعلم والدين.
تولى قضاء الجماعة بفاس فحمدت سيرته، وقد تبرأ من فعل جدهم موسى وشنع عليه في سوء فعله، ولم يرض ذلك، تعرض لذكره الونشريسى في وفياته وغيره.
وحكى صاحب نيل الابتهاج عن صاحبه المؤرخ محمد بن يعقوب الأديب أن المترجم بات عند شيخه الشريف التلمسانى ليلة مع أبى زيد بن خلدون، فولد للشريف التلمسانى تلك الليلة ولد فسماه عبد الرحمن باسم ابن خلدون، وكناه أبا يحيى كنية ابن السكاك تبركا بهما، فخرج الولد عالما جليلا وهو أبو يحيى الشريف.
مشيخته: منهم أبو عبد الله الآبلى، والشريف التلمسانى، والعبدرى، وابن العباد، وكان يقول فيه شيخى وبركتى وغيرهم.
الآخذون عنه: منهم صاحب الكوكب الوقاد، والقاضى ابن علال المصمودى، ويعقوب الحلفاوى وغيرهم من الأعلام.
مؤلفاته: له شرح على الشفا للقاضى عياض أجاد فيه ما شاء وأفاد، ونصح ملوك الإسلام، بالتعريف بما عليهم من حقوق أهل البيت عليهم السلام، وتأليف في الأدعية وهو في مجلد وسط، قال شيخنا ابن جعفر في سلوته: وقفت له على تأليف آخر في نصح ملوك الإسلام أكبر من النصح المشهور، وفيه زيادات عليه وفوائد جمة، وفى آخره التنبيه على أنه النصح الأوسط.
وفاته: توفى بفاس العشاء الأخيرة من ليلة الثلاثاء ثانى عشر ربيع الأول سنة ثمان عشر وثمانمائة.