والتواضع، سليم الصدر، كريم الأخلاق، حلو المداعبة، بعيدًا عن التصنع، مطنبا في الكلام، مفضالا جوادًا.
ولى قضاء فاس العليا ثم أُخر عنه وأكب على التدريس والتأليف، ثم ولى في آخر أمره قضاء مكناسة وبها توفى قاضيا.
وكان كثير العيال، كثير التزوج مطلاقا، ولد عدة أولاد، أفنى الموت الكثير منهم، وكان أكولا، قال بعضهم: بات عنده ضيف فأتى بطعام كثير في إناء كبير يشبع جماعة من الناس فكل الضيف مثل عادته، وأكل المترجم جميع الطعام الَّذي بقى، وشرب ما يناسبه من اللبن العقيد، وبقى الضيف متعجبا.
وبات يطالع إلى أن طلع الفجر فصلى الفجر والصبح، ثم جلس للمطالعة إلى أن خرج للتدريس فجلس يدرس إلى الزوال على عادته، وكان قليل النوم كلما أدام الأكل زادت قواه في المطالعة، وذلك أمر عجيب لمخالفته للعادة، فقد اتفق الأطباء على أن كثرة الأكل تورث النوم والعكس بالعكس، والله على كل شيء قدير، ومستند ما اتفق عليه الأطباء هو العادة؛ لأن كثرة الأكل ينشأ عنها السمن وكثرة الدم وهما يقتضيان كثرة النوم.
مشيخته: منهم الشيخ الإمام الحسن بن مسعود اليوسى، وسيدى عبد السلام القادرى ونظراؤهم.
الآخذون عنه: جم غفير، منهم المحدث الكبير الإمام القدوة ذو القدر الخطير سيدى الكبير السرغينى، ومنهم العلامة الصالح المتبحر سيدى أحمد بن مبارك السلجماسى، وأبو الحجاج يوسف المجيلدى، وأبو عبد الله محمد بن البكرى الشاذلى الدلائى، وأبو عبد الله محمد بن عبد الصادق الدكالى، وغيرهم من الفحول.
مؤلفاته: له شرح جليل المقدار على المختصر الخليلى من باب النِّكَاح إلى آخره، وقفت عليه بالخزانة السلطانية في نحو خمسة عشر جزءا ضخما، وحاشية