السلطانية الأكبر مولانا إسماعيل، والقضاة والعلماء، والعدول بالعقبة التي فوق الضريح الإسماعيلى، ثم لفيف من المخازنية ثم الشويردات، وتتصل الصفوف إلى باب قصر المدرسة العامر، وبداخل باب القصر يكون بعض أفراد العائلة الذين لا زالوا تحت ثقاف الحجر وأمين العتبة والعبيد المقيمين بضرورات من بالقصر من الحرم، وبداخل الباب الداخلى يكون وقوف عبيد الدار (الطواشين) ثم العيال الشريف، والسلطان يحيى كل طائفة وفريق بما يناسبه ويليق به ويرفع أكفه بالدعاء لهم، إلى أن يدخل لقصره العامر.
وبعد حلوله البلد بنحو ثلاثة أيام يصدر أوامره بالإعلام بالزيارة والتطوف على أضرحة الأولياء، فيعلم عامل البلد والموظفون من نقباء وأمناء ونظار، فيأتون للأعتاب الشريفة في الوقت المعين لهم، ثم تخرج الجلالة السلطانية ممتطية متن جوادها وتسير في موكبها الزاهى الزاهر بعد أن تقدم أمامها عددا من البقر للضعفاء الملتجئين بالأضرحة المزورة والسدنة القيمين بها، وكذلك يفعل عند إرادته النهوض من البلاد التي أقام بها وتلك عادة كانت لا تتخلف.
فإذا كان السلطان ابتدأ في زيارته بضريح البضعة الطرية مولانا إدريس الأكبر دفين جبل ررهون، فيحتفل سكان ذلك الجبل وبالأخص القاطنين بالزاوية الإدريسية لزيارته بقدر إمكانهم، فيزور ويرجع من يومه غالبًا، وربما قدم زيارته في بعض الأحيان على دخول مكناس.
وأما أضرحة صلحاء العاصمة المكناسية فيبتدئ بزيارة أبي زكرياء الصبان، ويختم بضريح جده الأكبر مولانا إسماعيل، وضجيعه جده دنية مولانا عبد الرحمن بن هشام، وعندما يدخل للضريح المذكور يجد الشرفاء والطلبة مصطفين أمام المحراب في انتظاره، وبمجرد ما يلوح عليهم سنا بدر محياه يفتتحون قراءة سورة: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا}.