وعند ختمهم إياها يصلهم بنحو ألفى فرنك ويمنح المقدمين به بما يقرب من ذلك، ثم يتوجه لقصره العامر، وألسنة الضعفاء رطبة بالدعاء له والثناء عليه بما أفاض عليهم من سجال العطايا.
إذا أراد السلطان جعل عرس أو ختان، أمر خاصة بنى عمه وأقاربه وذوى الحيثية من رؤساء جيشه بإدخال أبنائهم للختان أو بناتهم للتزوج، وأمر عامل البلد بتعيين أبناء الضعاف الذين لا يستطيعون الاحتفال بعرس أولادهم أو ختانهم، ويعين لهم اليوم فيأتون ويختتنون وينفذ لوالديهم أو من هم إلى نظرهم ما يكفيهم لجعل وليمة كل على قدر منصبه ومكانته، وهكذا في العرس ويصدر الأمر بالاستدعاء للعمال والموظفين على اختلاف طبقاتهم في سائر أنحاء الإِيالة، فتأتى عمال المدن والقبائل بالهدايا الضافية وتفاض عليهم في أيام الوليمة أنواع الإنعامات، فإذا تمت الوليمة ودعوا ونفذت لهم الكساوى كل وما يناسب حاله وينصرفون فرحين مبتهجين.
إذا كانت عند السلطان عقيقة أو عند أحد من بنيه أو أقاربه الذين بداخل قصره، يأمر قائد مشوره بجعل قائمة بأسماء الذين يحضرون في تلك العقيقة، وعندما يقدمها يوقع عليها بالتسليم، ويلاحظ على من تجرى العادة بإحضاره فيقدم أولا أصناؤه ثم أعمامه وأصهاره ثم النقباء فوجهاء عائلته فالقضاة والعلماء فكبراء الزوايا وباشا المدينة وبعض الأعيان والموظفون من كتاب وأمناء ونظار ثم قواد المسخرين والعسكر والجيش.