أعضائها منهم، كما ساهموا من موقعهم هذا في علمنة تركيا المسلمة، وسخروا كثيرًا من شباب المسلمين المخدوعين لخدمة أغراضهم التدميرية. دور يهود الدونمة في هدم الخلافة الإسلامية:

إن مدحت باشا تنقل في حكم ولايات عثمانية عديدة منها سوريا، ثم دبر مؤامرة خلع السلطان عبد العزيز، ثم دبر مؤامرة اغتياله بعد ستة أيام من خلعه، ومدحت باشا هو ابن حاخام مجري اشتهر بالمكر والخداع والدهاء، ووصل إلى أعلى مناصب الدولة ليكون أقوى يهودي يتمكن من بذر الفتن في الدولة العثمانية، متظاهرًا بالإسلام مبطنًا يهوديته الحاقدة الماكرة، ونجح يهود الدونمة بمساعدة محافل الماسون في تكوين جمعية تركيا الفتاة، التي كان مدحت باشا نفسه أول مؤسسيها.

تفرع عن تركيا الفتاة حزب أو جمعية سموها الاتحاد والترقي، حملت شعار الحرية والإخاء والمساواة الذي نقلته عن باريس، وهو شعار الثورة الفرنسية التي دبرها الماسون كذلك، وقامت تنظيمات الاتحاد والترقي على غرار جمعية الكربوناري الإيطالية الإجرامية، التي شكلها الماسون في أوائل القرن التاسع عشر، ومن الجمعيات التي أوجدها اليهود في تركيا البكتاشية التي كانت في ظاهرها إحدى الطرق الصوفية، وفي حقيقتها فرقة باطنية تسير حسب خطط اليهودية العالمية والماسونية.

وهكذا نرى دور يهود الدونمة في القضاء على الخلافة الإسلامية، وعزل السلطان عبد الحميد عن الخلافة العثمانية، إذ إنهم حينما أدركوا ثبات السلطان عبد الحميد في وجه أطماعهم زادوا من تآمرهم لإسقاطه، استعانوا بالقوى الشريرة التي نذرت نفسها لتمزيق ديار الإسلام، وأهمها الماسونية والجمعيات السرية، ونقل هذا عن مصطفى كمال في كتبه وغيرها.

وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015