الباقي فهي مواد لم تدركها بعض الحواس، فماذا يضير قول "ماركس" عن المادة بمعيار العلم؟! وهل يصح بعد ذلك أن يضفي صفة العلمية على اشتراكيته؟!.
أما حديثه عن أن في كل مادة تناقضًا فإنه يفتقر كذلك للأساس العلمي؛ إذ إن الملاحظ من الاستقراء والتتبع أن ما في المواد هو التزاوج والتكامل وليس على النحو الذي نرى ونشاهد، ابتداءً من الذرة وانتهاء إلى الجرم الكبير {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (يس: 40).
في المجال الاجتماعي تساقطت كذلك دعاوى الصراع بين الطبقات التي ادعاها "ماركس"، بتساقط دعاوى التناقض نفسها التي قامت عليها دعوى الصراع، وكذب التاريخ كذلك هذه الدعاوى بما أثبته من قيام مجتمعات -وعلى مدى طويل- ليس فيها الصراع بين الطبقات، وإنما بينها المودة والرحمة يتمثلها قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)).
في المجال السياسي سقطت دعاوى ديكتاتورية "البروليتاريا" بما قام في الأنظمة الشيوعية الحاكمة من ديكتاتورية طبقية لا تمت إلى "البروليتاريا" بسبب، تعيش عيشة القياصرة أو الأكاسرة ولا يزال ذهب "الكرملين" يظلهم، وزادوا عليه أن صارت لهم شوارع خاصة لا يسير فيها غيرهم من أبناء "البروليتاريا" أو الطبقة الكادحة.
وصلِّ اللهم على سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.