وإذابة الأديان والقوميات في بوتقة الماركسية، ولا عجب بعد ذلك أن نقول لنؤكد على صدق كلامنا عن الباعث اليهودي من بواعث الفلسفة الشيوعية، أولًا: أن صاحب هذا الفكر ومؤسسة هو "كارل مردخاي ماركس" وهو كما قلنا يهودي، وأن ممولي الثورة الشيوعية "إسحاق مونتمر"، و"شبشو ليفي" و"درنوشس" وكلهم من اليهود، أن صانعي الثورة الشيوعية وهم "لينين" وغيره من أعضاء مجلس الثورة، حتى سكرتارية هذا المجلس كانت يهودية وهي زوجة "لينين"، وأن الذين توارثوا هذه الدولة أيضًا كانوا من اليهود، وأن هذه الدولة وهذا المذهب الشيوعي تواصى بالإبقاء على الدين اليهودي وحده، رغم أنهم -كما قلنا- يعادون الأديان ويعتبرون أن الدين مخدر للشعوب أو أفيون الشعوب كما يقولون، ورغم أنهم حاربوا كل الأديان وشنوا حملة ساحقة على كل الأديان، إلا أنهم تواصوا بالإبقاء على الدين اليهودي وحده، وهذا يدل على الباعث اليهودي لهذه الفلسفة.
أما حقيقة الفكر الشيوعي فهو أنه سرقة علمية سطا فيها "كارل ماركس" على فكر "هيجل" و"فيورباخ" في العصر الحديث، وعلى فكر بعض فلاسفة اليونان في العصر القديم؛ ليشكل منهما توفيقًا وتلفيقًا نظرية تقوم على المادة والتناقض، ثم هي الشيوعية كما نسجها "ماركس" صارت متخلفة عن ركب العلم، تتمثل فيها الرجعية لمن يصر عليها، ذلك أن العلم لم يعد يعترف أن المادة هي ما تقع عليه الحواس كما قال بذلك "ماركس"، ومن خلال نظريات الثقب الأسود وصل العلم إلى أن ما تدركه الحواس من المواد لا يمثل إلا سبعة في المائة، أما