يشعرون بانتقاص المجتمع لحقوقهم أو يشعرون أنهم مغلوبون على أمرهم، ويتمنون أي فرصة لإثبات وجودهم الذي يحلمون به، فانتهز الملاحدة وجود هذه الفوارق الحتمية بين الناس للمناداة بالقضاء عليها، وأنى لهم أن يطبقوا ذلك فعلًا وهو مخالف لما أراده الله تعالى في سنته؛ ذلك أن الله تعالى هو الذي أراد للناس أن يكونوا بهذه الحال؛ منهم الذكي ومنهم البليد ومنهم الغني ومنهم الفقير، إلى آخر الصفات المعلومة بالضرورة من أحوال البشر، فكيف يقضون على ما أراد الله بقاءه؟!
والحاصل أنه لا دليل لهم على كل ما زعموه من تلك المساواة المكذوبة، كذلك لا دليل لهم على زعمهم أن الناس كانوا يعيشون في البداية حياة ملائكية في منتهى السعادة، فهذا الكلام وهذه الادعاءات إن هي إلا خيال فارغ تكذبه حقائق التاريخ، وتكذبه طبائع البشر منذ وجودهم إلى اليوم، بالإضافة إلى أنه لا دليل لهم على هذا الكلام إلا محض أخيلتهم المنكوسة، وإلا فأي زمان من الأزمنة خلا عن الحرب والتنافس بين القبائل على أمور كثيرة، أقلها المرعى والحمى والغنائم، وما إلى ذلك من الأمور التي لا بد من وقوعها ضرورة في كل أجيال البشر؟!.
بواعث الشيوعية لم تعد خافية، ففكر صاحبها ومؤسسها "كارل ماركس" لم يعد خافيًا في بواعثه ولا في حقيقته على أحد، فالماركسية بمقاييس العلم وحقائقه ليست بالنظرية المبتدعة التي لم يسبق لها أحد، بل هي تكرار لأفكار قديمة ترجع إلى ما قبل الميلاد، ثم هي في الحديث سرقة علمية من مجموعة فلسفات قال بها "هيجل" و"فيورباخ" وجرى التوفيق أو التلفيق بين أجزائها، ومع ذلك بقيت