والفقير الصابر وأيهما أحسن، وهو سؤال باطل، كما بين ابن حزم الفقيه الظاهري منذ قرون.

وما عليك وأنت تطالع هذا التحفظ تجاه انتصارات الإنسان وتقدمه التقني إلا أن تقارن هذا الموقف بموقف آخر للشاعر السوداني صلاح أحمد إبراهيم وهو يحيى رائدة الفضاء الروسية " فلنتيما ترشكوفا " (?) بقوله:

أنا الذي ليس له أن يملك الأرض

ولا أن يقبل الأجر

ولا أن يقرع الأجراس في بيع ولا شراء

الصائغ الماهر والحداد، سادن الأسرار، مانح الأسماء

مسخر الكور، مسير النار، مدوخ السندان

مبدع الأشياء

مبارك الحصاد، مكمل الطقوس، باذر الموروث،

سامر المساء

؟.

أنا صلاح الشاعر، في تواضع جم وفي حب وبانحناء

اهدي إليك هذا العسل البري

يا فلنتينا ترشكوفا، ومنك للنساء.

فإن " صلاح " لا يعلن عن إيمانه المطلق بما يستطيع التقدم العلمي أن يحققه من منجزات، وإنما يتخذ هذه المناسبة فرصة ليتحدث عن إيمانه بدور المرأة؟ والمرأة الأفريقية السودانية؟ بوجه خاص - وحقها في الحياة الكريمة إلى جانب الرجل، ولولا أن قصيدة صلاح مثقلة بالأسماء والإشارات التاريخية لحق اقتباسها للدلالة على وجهة جديدة لا في المحتوى وحسب، بل في الشكل أيضا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015