واحد، ولكنه يجيء على أشكال متفاوتة تنبني جميعا على أصل مشترك هو " الدفاع عن إنسانية الإنسان ".

ومن الاختلاف في التطبيق يجيء التفاوت بل الاختلاف العميق في طبيعة الشعر ووظيفته، وحول اللغة والتاريخ والشكل الشعري والصورة الشعرية؟ مما المعت إليه من قبل - فأصحاب المادية التاريخية يتحدثون ببساطة وعفوية إلى الجماهير لأنهم يرون أن الشعر فعال في تبنيه الوعي، والدفع نحو الثورة، وهذا اللون من الشعر يغلب عليه الوضوح في لغته وصوره ورموزه، وعدم التعقيد في بناء القصيدة، وإبراز الهدف فيها ظاهرا على السطح، وأصحاب الاتجاه السريالي يرون؟ كما يرى أدونيس - (وهو وأن لم يكن سرياليا فإن لديه عناصر كثيرة تربطه بالسرياليين) أن ذلك اللون من الشعر ليس ثوريا، وأنه يخون قضية الشعر الصحيح، إذ الشعر الصحيح " تحويل إبداعي باللغة معادل للتحويل الإبداعي بالعمل "، وإن دور الشاعر هو " أن ينقض باللغة الثورية بنية الحياة الشعرية الماضية "، ومن الواضح أن أدونيس يحاول أن يقيم جسرا بين الثورتين المذكورتين؟ من خلال مفهومان سريالية - ولهذا فعندما أخذ عليه محمد دكروب أنه " يفصل بين الثورة والشعر الثوري، ويهدف إلى تغيير الشعر غير عابئ بإسهام ذلك الشعر في تغيير بنية المجتمع، وأنه جعل الفن الثوري موازيا للثورة "، استغرب ذلك، مع أنه لا وجه للاستغراب، لخلاف جوهري بين المنطلقين.

وليس في وسع هذه الدراسة تتبع الآثار التي تركتها كل ثورة، ولكن حين ندرس علاقة الشعر المعاصر بالثورة: ماركسية كانت أو سريالية أو وجودية أو قومية أو غير ذلك فإننا نلمح في هذا الشعر؟ رغم التفاوت في تقييمه - انفتاحا كبيرا على مشكلات الإنسان، وقدرة على تفجير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015