وهكذا يظل الإنسان " الشاعر " يكابد هذا الطواف في المنفى (الفردي والكوني) ، مفتشا مسائلا، في توق محموم، وأن كان شيخ المعرة قد قال له؟ بنغمة مؤيسة:
إياك والسؤال
فلن يرد جبل " التوباد "
لسائل جواب.
هذا الاتحاد الذي جعله البياتي مستحيلا، كما جعله بديلا عن كل اخفاقات الحب في الواقع، هو نفسه مطلب حياتي، وجودي، فلسفي، لدى الشاعر الحديث، ولهذا فإنه يتأتى له، ويحاوله، عامدا أو مداورا، من زوايا مختلفة؛ وهو عند أدونيس؟ مثلا - يمكن أن يتم عن طريق الحب الجسدي -، كما تعبر عن ذلك قصيدته " تحولات العاشق " (?) ، حيث يمكن أن يولد من هذا الاتحاد نفسه كل شيء: الطبيعة، الفصول، والأطفال، والمعجزة التي لا تتقيد بقوانين الطبيعة، بل " والحب الآخر في الحب "،:
طامح جسدي كالأفق وأعضائي نخيل
تدورين في
أقطف تحت صدرك، أيبس وأنت ريحاني والماء
كل ثمرة جرح، وطريق إليك
أعبرك وأنت سكناي، اسكنك وأنت أمواجي
جسدك بحر وكل موجة شراع
جسدك ربيع وكل ثنية حمامة تهول بأسمي
فالحب الجسدي عند أدونيس؟ كما هو عند السرياليين - " يختصر كل عجائب الكون قوى الوعي وكل اهتزازات الشعور "، وهو الذي يمكن المحب من