الحبيبان طرفي المعضلة اللذين لا يلتقيان: أعني الانتظار والبحث، أو البحث والانتظار، (أي أنه كان أحدهما منظرا سار الآخر في البحث عنه، والعكس) ، وتتعدد الرموز (عائشة - عشتاروت، أوفيليا، لارا؟ الخ) لتشير إلى حقيقة واحدة لا تتعدد، هي المحبوب (أو الحب) الذي ضاع ولكنه لم يمت، بل هو يحل في كل مجال، ويتراءى في صور وأشكال، (فراشة، نجمة، شجرة؟. الخ)
عائشة تبعثتحت سعف النخيل
فراشة صغيره
تطير في الظهيره
ها هي ذي ترشق بالقرنفل الأحمر وجه الموت
تقول لي: تعال
خذني على ظهر جواد الليل والنهار
إلى سهوب النار
راعية لغنم القبيلة
خذني إلى مدينة الطفوله
فأنني أموت من كوني لا أموت؟
فهذا الخلود دون اتحاد بالمحب هو موت أيضا، ولهذا كان ذلك البحث الدائب الذي لا يعرف الإعياء طلبا للاتحاد، ليتم به انتصار الشاعر على الزمن والموت، وحين يدنو المحب من لحظة الوصول، ينزل بين الروحين (أو الجسدين) حجاب يحول دون ذلك الاتحاد:
أرسم صورتها فوق الثلج، فيشتعل اللون الأخضر
في عينيها والعسلي الداكن، يدنو فمها الكرزي
الدافئ من وجهي، تلتحم الأيدي بعناق أبدي
لكن يدا تمتد فتسمح صورتها، تاركة فوق
اللون المقتول بصيصا من نور لنهار مات