رأس الحسين (القسم الخامس) ومسجد الحسين (القسم السابع) ؟ معني بشدة بالتاريخ الأموي، وأن من يرمزون إلى هذا التاريخ إنما هم خلفاء (معاوية) وولاة (الحجاج) وشعراء (وضاح اليمن) وشهداء (زيد والحسين) وفي هذه المرايا يستحيل معاوية إلى شعره:
تقرأ الرياح وتبني
ملكها في تفجر البركان،
ويستحيل الحجاج إلى ذلك المخلوق الأسطوري الذي ولد دون " أست " مثقوبة، فثقبوا وراءه، وذبحوا فأرا ودهنوا بدمه الحجاج،.. فالتذ بالدماء، ولم يعد يقبل سواها ويصبح وضاح اليمن رمز " الفنان " الذي نام؟ أي لقي حتفه - في سبيل الحب (كل حب يموت في صندوق) ، أما الشهداء من أمثال الحسين وزيد، فهم اللذين تحركت الأشياء لتنصفهم من جور التاريخ، وفظاظة الإنسان، فالأشجار في مقتل الحسين تمشي حدباء في سكر وفي أناة كي تشهد الصلاة.
أنها مرآة كبيرة ترفع لتلتقط صورة التاريخ الأموي كما يراه أدونيس؟ وليس للناقد أن يأخذه بما لم يقل، كما أن للشاعر الحرية المطلقة في أن يختار ويهمل، حسب نظرته الكلية للتاريخ أو للأشياء، ولكن في هذا الاختيار وذلك الإهمال، ما يدل على أن المرآة لا يمكن أن تكون غير متحيزة، كما لا يمكن أن تعكس حقيقة التأريخ بالمعنى الدقيق. وهي في الوقت نفسه انتقائية لا شمولية.
أما صورة التاريخ نفسه، فإن الشاعر ليس لديه تحديد حاسم لها، بل أنه يكاد يقر أن التاريخ لا تمكن رؤيته في مرآة، فهو يعتمد في وصفه على السماع، " وقال آخرون، وقيل "، ولهذا تتعدد الصور والآراء والتاريخ في رأي بعضهم قد يكون: