أرى بعين الغيب يا حضارة السقوط والضياع
حوافز الخيول والضباع
تأكل هذي الجيف اللعينه
تكسح المدينة
تبيد نسل العار والهزيمة
وصانعي الجريمه
وحين يذكر البياتي " الخليفة "؟ في هذه القصيدة - نجد أنه لا يميز بين حضارة غربية وشرقية، فالموقفان متشابهان وإن كان من الممكن أن تكون نبؤءة المتنبي كناية من وراء العصور عن مصير الحضارة الغربية نفسها.
ويتميز أدونيس في نظرته إلى الحضارة؟ من خلال المدينة - عن كل ما تقدم، في قصيدته النثرية " قبر من أجل نيويورك " (?) ما تزال لديه امرأة (أو تمثال امرأة) " في يد ترفع خرقة يسميها الحرية ورق نسميه التاريخ، وفي يد تخنق طفلة اسمها الأرض "، وهو؟ مثل آخرين غيره - ثائر على هذا اللون من الحضارة " حضارة بأربعة أرجل، كل جهة قتل وطريق إلى القتل، وفي المسافات أنين الغرقى "، ولكنه يرسم أبعادا لمختلف حالات الوضع الحضاري، لمختلف حالات الثورة في الماضي والحاضر، لضروب التخلف، للتغول الطاغي الذي يمارسه الاستعمار الجديد، لوضع السود؟ الخ، في نيويورك تنفتح في مخيلة أبواب العالم وأبواب التاريخ، فيرى الخريطة في مخيلته أبواب العالم وأبواب التاريخ، فيرى الخريطة العربية: " فرسا تجرجر خطواتها والزمن يتهدل كالخرج نحو القبر أو نحو الظل الأكثر عتمة، نحو النار المنطفئة أو نحو نار تنطفئ " ويعترف لنيويورك بأن لها في