وأعصابه، ولكنه حتى ولو أحس بالنقمة على لندن، لا يحملها أية مسؤولية، لأنه كان قد جعل هذا الضياع طريقا ليصفي وجه تاريخه وأمسه، قد تكون كل مدينة كبيرة " سدوم ولكن الشاعر يأبى أن يتحول عمود ملح.
هذا الإطار المديني نفسه؟ دون نقد أو ثورة أو استهجان - هو ما يستعمله أمل دنقل، في تصوير الحياة التي تهيؤها المدينة؟ ضمن إطار كبير أسمه القصيدة، لرفد الإحساس بالمعاناة، أو الضياع:
كان الطريق يدير لحن الموت؟
في صرير الباب من صدأ الغواية
في أزيز مراوح الصيف الكبيرة
في هدير محركات الحافلات
وفي شجار النسوة السوقي في الشرفات
في سأم المصاعد
في صدى أجراس اطفائية تعدو.. مجلجلة النداء
فكل هذه التي يعدها الشاعر هي أشياء المدينة، ولكنها تؤدي وظيفة وسائطية في بناء القصيدة، وكذلك هو قوله:
وكان مبنى الاتحاد صامتا؟ منطفئ الأضواء
تسري إليه من عبير، " هيلتون " القريب
أغنية طروب
؟؟.
وكانت المطابع السوداء تلقي الصحف البيضاء
وصاحبان في ترام العودة الكسول
يختصمان في نتائج الكره
وفي طريق الهرم الطويل
تبادلت سيارتان؟ كادتا في الليل أن تصطدما -
السباب.