شراب، موسيقى " ونهارها وشوارعها " قيعان لهب تجتر ما شربته في الضحى من اللهيب " وتمقت قلة الاكتراث للموت، حتى موت الصبي يمضي دون بكاء؟ يا للهول!! - " فالناس في المدائن الكبرى عدد ":
هذا أنا
وهذه مدينتي
؟.
ظل يذوب
يمتد ظل
وعين مصباح فضولي ممل
دست على شعاعه لما مررت
وجاش وجداني بمقطع حزين
بدأته ثم سكت
؟.
هذا أنا
وهذه مدينتي
هي حقا غربة من يبحث عن حرارة المشاعر في القلوب؟ كما كان يحسها في الريف - فلا يجدها، ليس في المدينة صاحب، وإنما الوجوه والمودات فيها بلون الطريق " طريق مقفر شاحب "، ويستجدي الريفي " خيال صديق، تراب صديق، فلا يجد، كأن كل من في المدينة، لشدة الاغتراب والعزلة بين الواحد والآخر، غريب، صامت يضن بالتحية على من يمر به من الناس. وتزداد هذه الغربة في حدتها لأن الريفي هبط القاهرة دون نقود، فهو يجمع إلى العزلة والضياع جوعا مبرحا، ذا ألوان مختلفة، وإرهاقا واجتهادا