نماذجها المشهورة، " أرم ذات العماد " التي جعلها نسيب عريضه؟ أحد شعراء المهجر الشمالي - هدف الوصول الصوفي، ووجدها سميح القاسم في الواقع الحياة الاشتراكية، وضيعها السياب (أو جده) فضاع بذلك حلمه الكبير:

لم ادر إلا أنني أمالني السحر

إلى جدار قلعة بيضاء من حجر

كأنما الأقمار منذ ألف ألف عام

كانت له الطلاء

؟..

ارم

في خاطري من ذكرها ألم

حلم صباي ضاع؟. آه ضاع حين تم

وعمري انقضى؟.

وحين نلمح هذا الاتجاه في خلق مدن مغيبة، لا نحس بتضايق الشاعر من المدينة الواقعية وحسب، وإنما نجد اصطدامه بمشكلة الزمن (تلك التي تحدثت عنها في الفصل السابق) مسيطرا أيضا عليه، فمن بعض الوجهات يتحد الموقفان أعني الثورة على المدينة والثورة على الزمن بحيث يتعذر فصلهما.

ومن الطبيعي أن تتشابه تجارب الشعراء الريفيين المهاجرين إلى المدن العربية في طبيعة الصدمة؟ إن حدثت -، فهي دائما تعبير عن الاغتراب النفسي والاجتماعي الذي أصابهم، ولكنها تتفاوت في العمق والمدى، فهي عميقة مزمنة؟ مثلا - عند السياب، وهي عميقة لمنها مرحلية عند أحمد عبد المعطي حجازي، وهي متقلبة؟ خاضعة لتغير الظروف عند البياتي، وهي مبهمة إلا أنها واقعية الأسباب عند بلند الحيدري، غير أن أكثر الشعراء يتحدث عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015