وعرضت للفقه وأصوله، وحذرت من التقليد، وأنكرت على المقلدين، واجتهدت في كثير من القضايا الفقهية، وجاءت بما هو جديد.
وتناولت قضية المرأة، وهي الوتر الحساس في هذا العصر من جوانب شتى؛ في مكانتها ومنزلتها في المجتمع، وعملها، وتعدد
الزوجات، والطلاق، وتعلمها، وسائر ما يتعلق بها.
وتناولت وباشرت السياسة والحكومة الإسلامية، والعَلاقة مع الاستعمار في سائر البلاد الإسلامية، وأمورًا شتى يطول تَعْدَادها.
لا شك أن حركة هذا بعض مجالها سيكون لأثرها رُقعة واسعة في المجتمع الإسلامي، وهكذا كان الأمر؛ ذلكم أن تلاميذ وأتباع هذه المدرسة بما مكن لهم في المجتمع والدولة من مراتب عليا، وما كان لهم من نشاط كبير، والسمعة التي اكتسبوها؛ فقد تهيأت لهم الفرصة -بل الفرص- لبث ما يشاءون في المجتمع، ولا يعني هذا أن البيئة التي استقروا فيها كانت خالية من المعارضة؛ لكنها لم تكن من القدرة؛ بحيث يكون لها من أثر كبير تُجاهها.
وعلى كل حال، وكما هي سنن المجتمع ما أن تنجح أو تتجه الأنظار إلى مبدأ من المبادئ أو حركة من الحركات حتى تصبح هدفًا مستهدفًا من طواف شتى وملل ونحل بعضها صادق وبعضها محتال.
وهكذا كان الأمر في هذه المدرسة، سلكت منهجها طائفة من الناس مؤمنين مؤيدين مقتنعين، واستغلت طائفة أخرى هذا القبول؛ فبثوا باسمها -وألصقوا أنفسهم بها إلصاقًا- مبادئ منحرفة وآراء زائغة لا لشيء إلا ليكسبوا التأييد ويحظوا بالقبول.
وقامت طائفة أخرى تشيد بمبادئ المدرسة ورجالها لا لشيء إلا لمنصب أو كسب جاه أو مكانة.
ورفضت طوائف أخرى هذه المدرسة، وهم ملل شتى لا يقلون عن النور الآخر أصنافًا.
رفضتهم طائفة غيرة على الإسلام حقًّا، ورأوا أن لهم آراء خاطئة ومفاهيم