رأيي في هذا المنهج:

ليس من السهل أن أنقد هنا منهج المدرسة العقلية الاجتماعية الحديثة؛ ذلكم أن مثل هذا لا يكفيه عشرات الصفحات إن أردت الوفاء.

ولئن كان لا يسعنا هذا، فإنه لا يسعنا أن نضرب عنه صفحًا ونتركه هملًا؛ فليكن السداد والمقاربة، ولن أسلك في بيان رأيي لهذا منهج النقد المستوفي، فلن أذكر رأي السلف في التفسير العقلي، ولا رأي المعاصرين لرجال المدرسة فيهم -الأنصار والخصوم- ولن أذكر أثر هذه المدرسة في الفكر الإسلامي الحديث، وإذًا لو فعلت لاحتاج الأمر إلى مجلدات، ومما لا ريب فيه -عندي- أن هذه المدرسة العقلية الاجتماعية الحديثة قد أحدثت في العصر الحديث من الأثر ما لم تحدثه أيُّ مدرسة أخرى نعرض لها، حتى مدرسة التفسير العلمي التجريبي.

ذلكم أن المدرسة الأخيرة تناولت جانبًا واحدًا من جوانب التفسير؛ بل ومن جوانب الحياة عامة، أما المدرسة موضوع حديثنا هذا فقد توغلت أبحاثها ومازجت جسد الأمة الإسلامية؛ فلا تكاد تجد عضوًا فيه -كدت أقول: ولا خلية- إلا وقد عرضت له، وفيه منها أثر.

عرضت فيما عرضت لعقيدة الألوهية والنبوة والوحي والمعجزات والبعث وأمارات الساعة والقضاء والقدر وأصل الإنسان والملائكة والجن.

وعرضت للقرآن الكريم في تفسيره ومقاصده وشموله وترجمته وقصصه وإعجازه وجدله وناسخه ومنسوخه والتفسير العلمي والإسرائيليات والتفسير بالمأثور وبالعقل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015