قاصرة، فأرادوا أن يُحذِّروا المسلمين من هذه الأخطاء، وأن يعرف الناس مكانة هؤلاء وينزلونهم منزلتهم.

ورفضتهم طائفة لأنهم رأوا فيهم أعلامًا مسلمين، يسعون لنشر مبادئ الإسلام؛ فغاظهم هذا؛ فذهبوا يشككون بهم، ويذكرون مع الحقيقة ألف كذبة.

ورفضتهم طائفة عجزت عن الوصول إلى درجتهم، فرأت أن أقصر سبيل هو النيل منهم.

والحق الذي لا مراء فيه أن هذه المدرسة العقلية الاجتماعية الحديثة لها من المحاسن كثير، ولها من المساوئ كثير، فضلًا عن العلاقات الغامضة والحوادث المبهمة والأسرار والألغاز التي تحيط ببعض رجال هذه المدرسة، ولا زالت ولن تزال موضع أخذ وردٍّ بين الأنصار والخصوم والمعتدلين.

وعلينا إن أردنا الخير والصلاح وما فيه الفلاح أن نأخذ من حسنات هذا المنهج:

1- الأسلوب الذي سلكوه في بث أفكارهم؛ بالحديث المباشر في المساجد والمجتمعات والمنتديات والمحاضرات، وفي الصحافة، وفي المؤلفات.

2- الأسلوب الذي نهجوه في صياغة الحديث، فليس بالحديث المتكلَّف الذي يرقى عن مدارك العامة، ولا الأسلوب الذي يمجه ويأنفه الخاصة.

3- توجيه الاهتمام للقضايا التي تهم المجتمع، وتجلب انتباه سائر الفئات والأجناس وتشد انتباههم، ثم الولوج من هذا لبث مبادئ الإسلام الصحيحة.

4- الاتصال والتعرف على مختلف الطبقات من الملوك والوزراء والأمراء والعلماء والموظفين والفلاحين، والاتصال بكل الفئات، وتوجيه كل منها حسب فلكها ومدارها إلى الوجهة الإسلامية الصحيحة.

5- للمدرسة جهود لا تُنكر في الإصلاح الاجتماعي في شتى نواحيه، ولها أخطاء وانحرفات، ولنأخذ ما هو مقبول، ولنوسع الحديث فيه، ونُحذِّر من سواه ونبينه للناس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015