{وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} تحدث عن نشأة الوثنية ثم قال: "ومن تأمل ما قلناه في مناشئ ظهور الوثنية في البشر فَهِمَ السر في كون الدين الإسلامي يحرم إقامة الصور، ونصب التماثيل، وتشييد القبور وتجصيصها على رمم العظماء، وفي حديث علي رضي الله عنه: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لي: "لا تدع صنمًا إلا طمسته، ولا قبرًا إلا سويته" 1، فإن الوثنيين كانوا يتخذون من مواثل القبور والأصنام ذكرى لرجالهم الصالحين، وليست ذكراهم لهم ذكرى عظة واعتبار؛ وإنما هي ذكرى استمداد أسرار واقتباس أنوار واستغراق واستحضار واسترزاق واستمطار والتماس منافع واستكفاء أضرار، فسَدَّ دين الإسلام الذريعة بتحريم هذه المواثل؛ خشية أن تسترهب ضعفاء العقول وتستهويهم، ومن مزالق الوثنية تقربهم وتدنيهم، فلله الإسلام ما أعدله فيما شرع وحكم! وما أوضح نهجه فما خط لنا من الهداية ورسم! "2.
ولولا خشية الإطالة لسقنا أمثلة أكثر من هذا، ولعل فيما ذكرنا السداد إن شاء الله تعالى.