-لا سيما في المباحث اللغوية- أكثر مما فعله الأستاذ -رحمه الله- في تفسير جزء عم، وعلل ذلك بمراعاة حال قُراء جزء تبارك، ومقدرًا أنهم سيكونون أكبر سنًّا، وأتم استعدادًا، وأشد اهتمامًا بالتحصيل من قُراء جزء عم1.

وقد التزم بما قال، إلا أنه ينقل كثيرًا عن الأسفار القديمة ما يراه بيانًا للآيات، ومنها ما يخالف النص القرآني، ويتوسع في باب الآيات، والتي تعرض للأخلاق والآداب الإسلامية السامية في أدب الدعوة وغيرها، وله عناية ببيان أسرار البلاغة القرآنية، وأسلوب التعبير القرآني، وميل إلى التفسير العلمي، إضافة إلى الأسس التي بسطناها في منهج المدرسة العقلية الاجتماعية الحديثة، وسنذكر هنا أمثلة على عجل لهذا التفسير، أحاول فيها الإيجاز والشمول.

تفسير القرآن بالقرآن:

ومن تفسير المؤلف القرآن بالقرآن تفسيره للمرسلات في قوله تعالى: {وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفًا} 2، فيقول: "وقلما ذكر القرآن إطلاق الرياح إلا عبر عنه بفعل أرسل؛ ففي سورة فاطر: {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ} ، وفي الحجر: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} ، وفي الأحزاب: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا} ، وفي الأعراف: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاح} ، وفي الروم: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ} ، وفي آيات أخرى غيرها، فقوله تعالى هنا: {وَالْمُرْسَلاتِ} من هذا القبيل"3.

عدم الإطناب فيما أُبهم في القرآن:

ومن ذلك تفسيره لقوله تعالى: {زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ} 4، فقد توقف الشيخ عبد القادر عن الخوض في دقائق التفصيل فقال: "ونحن -معشر المسلمين- نعتقد بظاهر ما ورد في القرآن الكريم من أن النجوم قد ينفصل عنها رجوم تتبع الشياطين، وإذا لم يفهم العلم الطبيعي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015