هذه القضية فلذلك؛ لأنه لم تتوفر له أسباب الفَهْم اليوم، ويكفينا في صحة الإيمان بها على ظاهرها أن العقل لا يجعلها من المحالات العقلية"1.
التفسير العلمي:
ويفسر أحيانًا تفسيرًا علميًّا حديثًا، ففي قوله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا، أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا} 2 يقول: "هذا الاكتشاف -يعني: الجاذبية- يفسر لنا معنى ما قرره الكتاب الإلهي من أن الأرض كفات للأحياء مذ يكونون على ظهرها، فإنها تجذبهم إليها وتضمهم إلى صدرها، كما تفعل الأم الحنون، فلا تدعهم يتفلتون، وهم بذلك لا يشعرون"3.
وفي قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا} 4 يقول: "والسماوات السبع هي طرائق السيارات ومداراتها، ولا ريب أن هذه المدارات طبقات، طبقة أدنى من طبقة، وفلك فوق فلك؛ وإنما اقتصر الوحي من ذكر السماوات على سبع مع أن العلم أثبت أنها أكثر من ذلك؛ لأنه تعالى إنما يخاطب القوم وقت البعثة بما عرفوا من أمر الأفلاك وكواكبها "!! " وليس القصد من ذكرها تقرير حقائق في علم الهيئة، وسكوت الوحي عن ذكر ما زاد على سبع السماوات لا ينفي وجود الزيادة "!! " وأما فلكا "أورانوس" و"نبتون" فلم يكونا اكتشفا بعد في ذلك العهد، فلو أحال الله البشر في قرآنه على ما لم يمكنهم النظر فيه والإحاطة علمًا بأمره من النجوم الثوابت والفلكين المذكورين؛ لكانت إحالته عبثًا وتكليفه محالًا، وقد أَبَى الله سبحانه وتعالى لنا ذلك في منزل وحيه ومحكم شرعه تفضلًا منه ورحمة"5.
ولا شك أن تفسيره هذا خاطئ، ليس من ناحية زعمه أن القرآن الكريم