3- وأن مِن الناس مَن لا يعرفون آدم ولا حواء ولم يسمعوا بهما.
4- أن العلم والبحث في آثار البشر مما يطعن في تاريخ العبرانيين باعتقادهم أن آدم أبو البشر.
وبهذا أضاء الشيخ عبده النور الأخضر لمن يريد أن يقول بنظرية داروين بأن يجعل تطبيقها على آباء البشر الآخرين عدا آدم عليه السلام.
فإن ذهبت تعترض على هذا القول وتقول: ورد في القرآن الكريم الخطاب: {يَا بَنِي آدَمَ} 1، وورد في قوله صلى الله عليه وسلم: "كلكم بنو آدم، وآدم خُلق من تراب" 2، وما رواه أحمد في مسنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يأيها الناس، ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر؛ إلا بالتقوى" 3.
إذا ما قلت هذا أجابك الشيخ محمد عبده: "وما ورد في آيات أخرى من مخاطبة الناس بقوله: {يَا بَنِي آدَمَ} لا ينافي هذا، ولا يعد نصًّا قاطعًا في كون جميع البشر من أبنائه؛ إذ يكفي في صحة الخطاب أن يكون من وجه إليهم في زمن التنزيل من أولاد آدم. وقد تقدم في تفسير قصة آدم في أوائل سورة البقرة أنه كان في الأرض قبله نوع من هذا الجنس فسدوا فيها وسفكوا الدماء، وأقول زيادة في الإيضاح: إذا كان جماهير المفسرين فسروا النفس الواحدة هنا بآدم، فهم لم يأخذوا ذلك من نص الآية ولا من ظاهرها؛ بل من المسألة المسلمة عندهم "!! " وهي أن آدم أبو البشر"4.
وأيَّد هذا الرأي السيد رشيد رضا بروايات واهية لو لم تكن حجة له لشنع