إنه يجب أن نفرق بين نوعين من التفسير, هما:
1- التفسير الإشاري.
2- التفسير الرمزي.
أما الأول فحق, وهو ينقسم إلى قسمين:
تفسير إشاري معنوي.
وتفسير إشاري لفظي.
ونريد بالتفسير الإشاري المعنوي: التفسير المرتبط بإشارة المعنى العام للآية أو السورة, وهي الدلالة على معنى آخر يستبطن المعنى الإجمالي فهما يؤتيه الله من يشاء من عباده لا يخالف نصا, ولا يجافي لفظا, ولا يجاوز معنى حقا. ومن هذا النوع ما سبق ذكره من استدعاء عمر لابن عباس -رضي الله عنهم- في مجلسه مع شيوخ بدر -رضي الله عنه- وسؤال عمر لهم: ما تقولون في قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} ؟ فقال بعضهم: أمرنا نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا, وسكت بعضهم فلم يقل شيئا, فقال لي: أكذلك تقول يابن عباس؟ فقلت: لا قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم, أعلمه له قال: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} وذلك علامة أجلك, {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تقول, رواه البخاري.
ومن هذا النوع أيضا ما رواه ابن جرير الطبري لما نزلت: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} 1 وذلك يوم الحج الأكبر, بكى عمر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ما يبكيك؟ " قال: أبكاني أنا كنا في زيادة من ديننا, فأما إذ كمل فإنه لم يكمل شيء إلا نقص! فقال: "صدقت" 2.
كل هذا المعاني معانٍ باطنة لا تخالف المعنى الظاهر للآية, ولا تنتهك نطاق لفظه ولا حدود معانيه, فكان القبول لها حليفا.
ونريد بالتفسير الإشاري اللفظي: التفسير المرتبط بإشارة لفظه خاصة