استدل المتصوفة على صحة تفسيرهم بقوله تعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} 1, وقوله سبحانه: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} 2, وبقوله صلى الله عليه وسلم: "لكل آية ظهر وبطن, ولكل حرف حد, ولكل حد مطلع" 3 واستدلوا بحادثة استدعاء عمر لابن عباس في مجلسه مع أشياخ بدر -رضي الله عنهم أجمعين- وقد سبق بيان الحادثة.
هذا هو أهم ما استدلوا به لصحة تفسيرهم, وأن هذا دليل على سلامة تفاسيرهم وأن لها أصلا شرعيا.
ونحن لا ننكر وجوب التدبر في القرآن الكريم, ولا ننكر أيضا أن يكون لمعاني القرآن معانٍ ظاهرة متبادرة للذهن ومعانٍ أخرى حق تحتاج إلى تدبر وتمعن, يؤتيه الله من يشاء من عباده وتتفاوت فيه الدرجات, لكنا نرفض كل الرفض أن يكون هذا النوع هو الذي يزعمه الصوفية من إشارات ورموز وطلاسم قوامها الوجد والذوق، تذهب صفاء القرآن الكريم ونقاءه.
ولا بد أن نبين هنا رأيا لم نكد نجد أحدا قال به إلا الدكتور السيد أحمد خليل, الذي أجمل الإشارة إليه وليته زادها تفصيلا4.